بيان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد غريسلي، في اليوم العالمي للعمل الإنساني

صنعاء، 19 أغسطس 2022م

في كل عام، تحتفل الأمم المتحدة والوكالات الإغاثية باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس للمناصرة من أجل بقاء وعافية وكرامة الأشخاص المتضررين من الأزمات، ومن أجل سلامة وأمن العاملين في مجال الإغاثة. في اليوم العالمي للعمل الإنساني لهذا العام، ندرك أنه مثلما قد تتطلب تربية طفل جهود قرية بأكملها، فإن الأمر يحتاج إلى تضافر مجتمع بأكمله لمساعدة الناس ذوي الاحتياج.

يضمن العاملون في مجال الإغاثة في اليمن، أكثر من 95 في المائة منهم يمنيون، حصول 12.6 مليون شخص في المتوسط على المساعدات الإنسانية ودعم الحماية شهريًا. لكنهم يعملون في بيئة صعبة للغاية، ويتعرضون في كثير من الأحيان لتهديدات على أمنهم وسلامتهم، حتى وهم يعملون كل يوم من أجل إنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة.

شهد هذا العام زيادة منذرة بالخطر فيما يتعلق بالهجمات ضد العاملين في مجال الإغاثة في اليمن. فقد شهد النصف الأول من عام 2022م مقتل عامل إغاثة، وإصابة اثنين، واختطاف سبعة، واحتجاز تسعة. كما وقعت 27 حادثة تهديد وتخويف بين يناير ويونيو، مقارنة بـ17 حادثة من هذا القبيل تم تسجيلها طوال العام الماضي. كما تم تسجيل 28 حادثة اختطاف سيارات في الأشهر الستة الأولى من العام، أي بزيادة 17 حادثة عن عام 2021م. وفي النصف الأول من عام 2022م، تم تسجيل 27 هجوماً على مباني ومنشآت منظمات إغاثية، بما في ذلك نهب الإمدادات الإنسانية وغيرها من الأصول، وهو أيضًا أكثر مما تم تسجيله طوال عام 2021م.

خلال الأشهر الأخيرة، تعرض العاملون في مجال الإغاثة لحملات تضليلية وتحريضية، بما في ذلك ادعاءات الكاذبة بأنهم يفسدون قيم الشعب اليمني، بما فيها أخلاق الشابات. تمس هذه الادعاءات التي لا أساس لها سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني وتُعرضهم للخطر، خاصة اليمنيات العاملات في مجال الإغاثة، في الوقت الذي تعاني فيه النساء والفتيات من زيادة معدلات العنف والتراجع عن حقوقهن في أجزاء كثيرة من العالم.

قال منسق الشؤون الإنسانية لليمن، ديفيد غريسلي: “العنف والتهديدات ضد العاملين في المجال الإنساني يقوضان عملية تقديم المساعدات، ويعرّضان أرواح من هم في أمس الحاجة إليها للخطر. يستحق العاملون في مجال الإغاثة في اليمن أن يتم الاحتفاء بهم لتفانيهم في إيثار الغير.”

في حين وفّرت الهدنة بوساطة الأمم المتحدة راحة ملموسة للمدنيين منذ دخولها حيز التنفيذ في أبريل مستحقة بذلك كل الدعم، لا تزال أكثر من سبع سنوات من الصراع والانهيار الاقتصادي مستمرة في مفاقمة الأزمة الإنسانية. يحتاج أكثر من 23 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 19 مليون بحلول ديسمبر. كما يعتبر معدل سوء التغذية في أوساط النساء والأطفال من بين أعلى المعدلات في العالم، ولا يزال ثلث النازحين في اليمن البالغ عددهم 4.3 ملايين شخص يعيشون في ظروف قاسية. ولولا الالتزام المتواصل من قبل الجهات العاملة في المجال الإنساني في اليمن، لكان الوضع أسوأ بكثير.

وأضاف السيد غريسلي: “لا يزال العاملون في مجال الإغاثة في اليمن مستمرون بدون كلل في أداء مهمتهم، إذ يواصل هؤلاء النساء والرجال المتفانون والمحبون للغير مضاعفة جهودهم كل يوم، ويقدمون لملايين الناس ذوي الاحتياج المساعدات الغذائية والنقدية والخدمات الصحية والمياه النظيفة والحماية والتعليم في حالات الطوارئ. ينبغي علينا جميعًا أن نفعل كل ما في وسعنا لحمايتهم ودعم عملهم البالغ الأهمية.”